قضايا البيئة ليست قضايا تخص فئة معينة، أو منظمة خاصة، وإنما هي قضية
الإنسان الذي حمله الله أمانة عمارة الأرض واستخلفه فيها، إنها السلوك الذي
يبني الحضارة، ويحافظ على الحياة، ويصون الطبيعة، ويمكن تلخيص ذلك كله في
كلمة واحدة هي (الوعي)، يقول وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز عن
البيئة: (إن الأمة الإسلامية في جميع بقاع الأرض تؤمن بأن الله هو خالق كل
شيء.. والبيئة بالنسبة لنا تعني الأرض وما عليها، وما في باطنها وما حولها،
وقد خلق الله سبحانه وتعالى عناصر هذه البيئة بإعجاز بالغ في الدقة،
والتوازن، والتوفيق حيث يقول سبحانه وتعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ
فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}. واستخلف الله الإنسان في الأرض ليستفيد من
خيراتها دون إسراف أو تبذير أو فساد حيث قال: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي
الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا}.
الإنسان الذي حمله الله أمانة عمارة الأرض واستخلفه فيها، إنها السلوك الذي
يبني الحضارة، ويحافظ على الحياة، ويصون الطبيعة، ويمكن تلخيص ذلك كله في
كلمة واحدة هي (الوعي)، يقول وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز عن
البيئة: (إن الأمة الإسلامية في جميع بقاع الأرض تؤمن بأن الله هو خالق كل
شيء.. والبيئة بالنسبة لنا تعني الأرض وما عليها، وما في باطنها وما حولها،
وقد خلق الله سبحانه وتعالى عناصر هذه البيئة بإعجاز بالغ في الدقة،
والتوازن، والتوفيق حيث يقول سبحانه وتعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ
فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}. واستخلف الله الإنسان في الأرض ليستفيد من
خيراتها دون إسراف أو تبذير أو فساد حيث قال: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي
الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا}.
ودعا الإسلام الناس جميعاً إلى الإسهام في إعمار الأرض بتنمية
عناصرها، والمحافظة عليها، انطلاقاً من القاعدة الفقهية العريضة (لا ضرر
ولا ضرار)، ولذلك فإن إسهام المسلمين جميعاً في المحافظة على عناصر البيئة
والمشاركة في حمايتها وتنميتها هو امتثال لتعليمات الدين الإسلامي الحنيف،
وهو واجب وطني يجب الوفاء به).
ولعل من أهم صفات الإنسان الحضاري الواعي ما يلي:
أ) التوفير والاقتصاد: فالنفايات والمهملات التي تسبب مشكلات في
التعامل معها، وتلوث البيئة، ويؤدي حرقها إلى تلوث الهواء، يمكن أن تقل إذا
قللنا منذ البداية استهلاكنا، ولهذا يجب أن تسأل عزيزي المستمع نفسك قبل
أن تمد يدك إلى سلعة معروضة في السوق: هل أنا في حاجة إليها؟ إنك بطرح هذا
السؤال على نفسك سوف توفر على جيبك، وتسهم في المحافظة على البيئة، وسوف
تكتشف أن كثيراً من السلع لا ضرورة لاقتنائها.
ب) إعادة الاستخدام: لو تأمل كل منا - عزيز القارئ عزيزتي القارئة -
ما في سلة النفايات كل يوم لوجدنا أشياء كثيرة يمكن إعادة استخدامها، أو
إعادة توظيفها بقليل من الجهد، مثل الأكياس، والعلب الفارغة، ويمكن جمع
بعضها وتقديمها لمصانع إعادة التدوير مثل الأوراق، والزجاج، والألومنيوم
ونحوها. إننا بهذا السلوك نوفر على أنفسنا بعض المال، ونقلل من تلويث
البيئة.
ج) الحفاظ على البيئة: كل فرد منا يمكن أن يسهم في المحافظة على
البيئة، وترشيد الاستهلاك، مثل إطفاء الأنوار في بعض غرف المنزل، وفي
المكاتب، وقاعات الدراسة، ومثل التقليل من تدفق المياه أثناء الغسيل أو
الوضوء، ومثل التقليل من استخدام المبيدات الحشرية، إن الشخص يجب أن يعود
نفسه على مثل هذه الأمور، بل يجب عليه أن يلفت أنظار الآخرين إليها كلما
أمكنه ذلك. إن الكثير من الناس لا يعرفون قيمة الشيء إلا عندما يفقدونه،
فالماء، أو الكهرباء عندما تنقطع عنا ندرك أهميتها، ويجب أن يحفزنا ذلك
الإدراك إلى المحافظة عليها، فالأحمال الزائدة في الصيف تؤدي إلى انقطاع
الكهرباء، ولو تعاون كل مواطن بتقليل استهلاكه منها لما تعرض لانقطاعها،
ومثل ذلك يقال عن المياه. ولنتذكر جميعاً (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مر بصحابي يسرف في الماء وهو يتوضأ، فقال له: ما هذا السرف يا سعد؟!! فقال
سعد: أفي الوضوء سرف يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم، ولو كنت
على نهرٍ جارٍ).
ويعدّ مفهوم إعادة التدوير من المفاهيم الحديثة نسبياً، وربما جهل
معناه الكثير من الناس، وفي هذا المقام نورد موقفاً طريفاً ذكره الأمير
عبدالله بن مساعد في كتابه (ألف ميل في خطوة واحدة) قال عندما فكرنا في
تأسيس الشركة السعودية لتدوير النفايات والورق، سميناها (الشركة السعودية
للتدوير) وبعثنا بأوراقها إلى وزارة التجارة لأخذ ترخيص بإنشاء الشركة،
فلما وصلت الأوراق إلى الموظف المسؤول رفض التسمية، وأعاد الأوراق إلينا،
فغيرنا الاسم إلى (الشركة السعودية لإعادة التدوير)، فأعاد الموظف المذكور
الأوراق إلينا، فما كان مني - يقول الأمير عبدالله بن مساعد- إلا أن ذهبت
وقابلت ذلك الموظف لأعرف سر عدم موافقته، فكان رد الموظف على هيئة سؤال
يقول: أود أن أعرف ما هو الشيء الذي ضاع عليكم وتودون أن تدوِّرا عليه). إن
إعادة التدوير تعني إعادة صناعة المواد التي تم استخدامها، فالأوراق يمكن
جمعها وإعادة تدويرها في صناعة مناديل النظافة، أو أوراق الطباعة، وحركة
إعادة التدوير متبعة في كثير من الدول المتقدمة، وبدرجات متفاوتة.
ومن الحقائق والمعلومات المتعلقة بإعادة التدوير أنها تعتبر عملية
اقتصادية من الدرجة الأولى، فطبقاً لإحصائية وكالة حماية البيئة بالولايات
المتحدة الأمريكية، فإن إنتاج طن واحد من الورق من مخلفات ورقية سوف يوفر
4100 كيلو وات ساعة من الكهرباء، و28 متراً مكعباً من المياه، بالإضافة إلى
نقص في التلوث الهوائي مقداره 24 كيلو جراماً من الملوثات، ورغم ذلك فإنه
إذا تم في الولايات المتحدة الأمريكية إعادة تدوير 21 طناً ورقيّاً سنوياً
فإنه في المقابل يتم التخلص من 52 طناً من الورق دون إعادة تدوير.
ومن الحقائق عن إعادة التدوير أن المخلفات المعدنية والتي تتمثل
أساساً في الألمنيوم والصلب يمكن إعادة تدويرها بنسبة 100% ولعدد لا نهائي
من المرات، وتحتاج عملية إعادة تدوير الصلب لطاقة أقل من الطاقة اللازمة
لاستخراجه من السبائك، أما إعادة تدوير الألومنيوم فإنها تمثل 20% فقط من
تكاليف تصنيعه، وتحتاج عملية تدوير الألمنيوم إلى 5% فقط من الطاقة اللازمة
لصناعته ابتداءً. كما أن صناعة الزجاج من الصناعات المستهلكة للطاقة بشكل
كبير، حيث تحتاج عملية التصنيع إلى درجات حرارة تصل أحياناً إلى 1600 درجة
مئوية، أما إعادة التدوير فإنها تحتاج إلى طاقة أقل من ذلك بكثير.
إن إعادة التدوير من العمليات المربحة اقتصاديّاً، والمفيدة
اجتماعياً، والمحافظة على البيئة، فهي توفر الأموال، وتجنب الناس الأمراض،
وتقلل تلوث البيئة.. وتعدّ عملية التدوير سلوكاً حضارياً يدل على الوعي
والمعرفة بالأخطار التي تهدد حياة الإنسان والبيئة والكائنات الأخرى.