و طبعا لم يقف العرب بلا حراك، و لم يدخروا جهدا في القاء اللوم على بعضهم محاولين معرفة على من يقع اللوم في هذه المذبحة،و لعل ما يزيد العجب أكثر ان بعض العرب جلس يصغي الى مبررات الجانب الاسرائيلي محاولين تحليلها بل و أعطوا هجومهم طابع الشرعية و وصفوه بالدفاع المحض عن النفس،لأن اسرائيل لا تسعى الا للقضاء على الارهاب في غزة على حد قول الناطقين باسمها و هدفها الأساسي هو حماية مواطنيها .
من البديهي بعد سماع مثل هذه التصريحات، أن نتساءل هل هناك معنى آخر للارهاب عند الاسرائيليين غير الذي لقنوه لنا في بلداننا؟؟؟
ان كان الارهاب عندهم هو الدفاع عن الأرض و الوطن،هو الذوذ بالغالي و النفيس من أجل الحرية،هوالحلم بعيش كريم في أرض حرة،فنعم غزة هي أرض الارهاب بامتياز.
و ان كان الارهابيون حسب رأيهم هم الأطفال و النساء،هم الشيوخ و العزل الأبرياء،فنعم أبناء غزة ارهابيون.
و حسب التعريف الاسرائيلي لهذا المصطلح، يجب القضاء على الارهاب لنشر الفساد، يجب ابادة الشرفاء لتحقيق كل مبتغاهم.
و هنا سنكتشف كم أنا كنا مخطئين حين اعتقدنا أن اسرائيل و مسانيدها هم الارهابيون، لأنهم أقنعونا في بلداننا أن الارهاب هو نشر الدمار،هو القتل الوحشي و البربري للأبرياء بدون رحمة.
و يجب أن نعيد حساباتنا،لنخاطب اسرائيل بلغتها بعد تنظيم كلماتنا وفقها حتى لا نخلط بين الأمور مجددا، و ننسب لها شرف ممارسة الارهاب،وهي التي لا تعرف عن الحقوق و الرحمة بالأبرياء شيئا.
و في جملة التصحيحات أرجوكم فلنتوقف عن وصف شهداء غزة بالقتلى.
و ان لم يعد لم لنا في الدنيا من نصير و لا لأصواتنا صدى في القلوب التي تجردت من كل رحمة، بعد أن حرف أعداؤنا كل معاني اللغة لتخدم مصالحهم، فلنرفع أكفنا بالدعاء، فلنا رب عزيز جبار لا يعجزه شيء في الأرض و لا في السماء، و ان من أسمائه الرحمان و الرحيم.
تحية خالصة لكل الصامدين بغزة الأحرار
و المجد و الخلود لكل الشهداء الأبرار