وهكذا خاطب اللّه الرسول ويريد أن يخاطبنا من خلاله: {وإنَّك لعلى خلق عظيم} الخلق المنفتح على النّاس، الخلق الذي يستمدّ معانيه من خلال أخلاق اللّه، للتخلّق بأخلاق اللّه، فإذا قلتم إنَّ اللّه هو الرحمن الرحيم ففكروا أن تكون لكم أخلاق الرحمة، وإذا قلتم إنَّ اللّه هو العفوّ الغفور ففكروا أن تكون لكم أخلاق العفو والمغفرة، وإذا قلتم إنَّ اللّه هو العزيز القوي ففكروا أن تكون لكم أخلاق العزّة والقوّة، وإذا قلتم إنَّ اللّه سبحانه وتعالى هو العليم، ففكروا أن تكون لكم طاقة العلم في حياتكم. وبتعبير آخر، استهدوا بهدي اللّه وتخلّقوا بأخلاقه كما كان الأنبياء يفعلون ذلك، ولذلك فلا بُدَّ للذين يتبعونك في رسالتك أن يكونوا على خلق عظيم، لأنَّ أخلاق الرسالة تفرض على الإنسان أن يعيش وفق ميزانه الذاتي في الحياة، إذا كان رسولنا ونبيّنا هو الذي يملك الخلق العظيم فلا بُدَّ أن نكون كذلك وأن نتدرب خلقياً وعسكرياً وثقافياً، باعتبار أنَّ ذلك هو الطريق الأجدى للانفتاح على عقول النّاس وقلوبهم، {فبما رحمة من اللّه لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك} (آل عمران:159). وهذا ما يجعلك تستميل النّاس وتربح مودتهم بدرجة تفوق إخضاعهم بالسّلاح أو بالمال، لأنَّ السّلاح يخضع الأجساد، والمال يخضع العواطف، ولكن بالأخلاق تخضع كلّ كيانهم، وإذا انفتح الكيان كلّه للّه فإنَّه بإمكانك أن تزرع فيه ما تشاء، وأن تلقي إليه ما تشاء.
لذلك عندما نريد أن نتحمّل مسؤوليتنا كمسلمين يريدون فتح قلوب النّاس على الإصلاح، لا بُدَّ لنا أن نعيش الأخلاق الإسلامية المتوازنة التي تنفتح على الخير والرحمة كلّها والسلام الروحي في كلّ مجالات الحياة {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إنَّ الشيطان ينزغ بينهم إنَّ الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً} (الإسراء:53)، {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاَّ بالتي هي أحسن} (العنكبوت:46)، {ادفع بالتي هي أحسن} (المؤمنون:96) معنى ذلك أنَّك عندما تتكلّم فلا بُدَّ أن تختار أحسن الكلمات، وإذا أردت أن تجادل النّاس في ما تختلف معهم فعليك أن تختار أفضل وسائل الجدال، وإذا عشت المشاكل مع النّاس فعليك أن تدفع بالوسائل الأحسن والطرق الأسلم.
لذلك عندما نريد أن نتحمّل مسؤوليتنا كمسلمين يريدون فتح قلوب النّاس على الإصلاح، لا بُدَّ لنا أن نعيش الأخلاق الإسلامية المتوازنة التي تنفتح على الخير والرحمة كلّها والسلام الروحي في كلّ مجالات الحياة {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إنَّ الشيطان ينزغ بينهم إنَّ الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً} (الإسراء:53)، {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاَّ بالتي هي أحسن} (العنكبوت:46)، {ادفع بالتي هي أحسن} (المؤمنون:96) معنى ذلك أنَّك عندما تتكلّم فلا بُدَّ أن تختار أحسن الكلمات، وإذا أردت أن تجادل النّاس في ما تختلف معهم فعليك أن تختار أفضل وسائل الجدال، وإذا عشت المشاكل مع النّاس فعليك أن تدفع بالوسائل الأحسن والطرق الأسلم.