مدرسه كفر الغاب ع بنين

مرحبا بكم فى منتداكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مدرسه كفر الغاب ع بنين

مرحبا بكم فى منتداكم

مدرسه كفر الغاب ع بنين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع مدرسى


2 مشترك

    مميزات المجتمع الرسالي

    محمد ابراهيم البرنس
    محمد ابراهيم البرنس
    عضو


    عدد المساهمات : 43
    نقاط : 127

    مميزات المجتمع الرسالي Empty مميزات المجتمع الرسالي

    مُساهمة من طرف محمد ابراهيم البرنس الإثنين أكتوبر 04, 2010 12:09 pm

    وهكذا حدّثنا اللّه عن مجتمع رسول اللّه، وعن التمازج بين رسول اللّه في أخلاقه وصحابته في أخلاقهم، ما جعل هذه الطليعة المسلمة الواعية تتحمّل مسؤولية إيمانها في كلّ مواقعها الروحية والفكرية والعملية. وهذا ما يمكن أن نستوحيه في مسيرتنا لنقتدي بذلك، لأنَّ اللّه لـم يبعث رسولاً ليؤسس مجتمعاً في زمانه ثمَّ يترك الأزمنة التي تليه لتصنع المجتمع وفق هواها. وإنَّما أراد لرسول اللّه (ص) أن يصنع مجتمعاً رسالياً لتتحرّك المجتمعات الرسالية من بعده فتكون الحياة كلّها امتداداً له يركّز عناصره وقد أعدّه في كلّ مرحلة من مراحله: {محمَّدٌ والذين معه أشداء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجّداً يبتغون فضلاً من اللّه ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزرّاع ليغيظ بهم الكفّار وعد اللّه الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً (الفتح:29).

    هذه هي صورة المجتمع الذي تعيش فيه القاعدة مع القيادة، فلا تستعلي القيادة على القاعدة حتى لو كانت القيادة في أعلى درجات العلوّ الحقيقي فيما هي الدرجة عند اللّه. وبهذا نفهم حقيقة إسلامية في هذا الاتجاه، وهي أنَّ القيادة لا تلغي القاعدة، فالأمور في كلّ ما تحقّقه المسيرة لا تُنسب إلى القائد، بل إنَّ اللّه يقدّر للذين صنعوا الفتوحات فتوحاتهم مع القيادة، ويقدّر للذين قاموا بأعمالهم الكبيرة عملهم مع القيادة، ولهذا فإنَّه يعطيهم الدور ليقول من خلال ذلك لكلّ قائد في أيّ موقع من مواقع القيادة، سواء كان الموقع موقعاً رسالياً أو اجتماعياً أو سياسياً، إنَّك قد تكون هيّأت للنصر أيُّها القائد بفكرك وبخططك، ولكنَّ الذين معك هم الذين نفَّذوا الخطّة، وهم الذين أكّدوا قواعد النصر، وأعطوا عناصر النجاح من خلال ما يعيشونه في أنفسهم من روحية وعطاء ودفق إيماني.

    إنَّ الإسلام يريد أن يصنع قيادات تُشعر النّاس الذين يعيشون معها بأنَّ لهم الدور الكبير في كلّ ما يمكن أن يتحقّق في الحياة من انتصارات ونجاحات ومشاريع كبيرة، وهكذا كان محمَّد رسول اللّه والذين معه.

    كان المسلمون ـ ككلّ مجتمع من المجتمعات يملك خصوصية تجمع أفراده ـ يتحرّكون في دائرتين: الدائرة الأولى هي الدائرة الإسلامية في الداخل، والدائرة الثانية هي دائرة الكافرين الذين كانوا يحيطون بهم من كلّ جانب.

    ودائرة المسلمين هي دائرة المجتمع الذي يحتاج إلى أن يعيش كلّ فرد من أفراده مسؤولية قوّته وتوازنه وثباته. أمّا دائرة الكفر فهي الدائرة التي ينطلق فيها الكفّار الذين وقفوا في موقف التحدي أمام المسلمين من أجل أن يوقفوا حركة الإسلام وأن يخرجوا المسلمين عن إسلامهم، أو يقضوا عليهم، لذلك كان المسلمون في هاتين الدائرتين يحتاجون إلى عنصر أخلاقي يتحرّك بطريقة معينة في الدائرة الأولى ويتحرّك بطريقة أخرى في الدائرة الثانية.

    عندما تتحرّك في دائرتك، فقد يخطئ البعض وقد ينحرف، وهنا يجب على كلّ فرد من أفراد هذا المجتمع أن يعيش أخلاقية الرحمة في نفسه تجاه النّاس الذين معه، لتشيع الرحمة بينهم وتوحي إليهم بأنَّ هناك رابطة تربطهم فتجعل مصيرهم واحداً، بحيث إنَّ أيّة مصيبة تصيب واحداً منهم فإنَّها لا تقتصر عليه بل تشمل الآخرين، وأيّ خيرٍ يحصل لأحدهم فإنَّه يشمل الآخرين أيضاً، ما يجعل كلّ واحد منهم يشعر أنَّه يرتبط بالآخر ارتباطاً عضوياً، مصالحه مصالح الآخر وآلامه آلامه. ولذلك فإنَّ عليه أن يصبر على الآخر فيرحمه ولا يستعجل في مواجهته عندما يخطئ، ولا ينطلق على أساس العنف عندما يسيء، بل لتكن الرحمة طابع المجتمع، فإنَّ نبيّ هذه الأمّة كانت صفته الرحمة، ولا بُدَّ أن يكون هو القدوة {وما أرسلناك إلاَّ رحمة للعالمين} (الأنبياء:107)، {فبما رحمة من اللّه لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} (آل عمران:159). ولذا لا بُدَّ أن يكون المجتمع الإسلامي مجتمع الرحمة، ترحم مجتمعك بأن تصبر على أخطائه، وإذا أردت أن تعالجها فلا تعالجها بروح القسوة والعنف، بل عالجها كما يعالج الطبيب مريضه علاج الرحمة.

    إنَّ الإسلام يصوّر لنا مجتمع الرسول (ص) الذي انطبع بأخلاقه وشخصيته، واستطاع من خلال هذه الأخلاق التي شملت الواقع الإسلامي أن يحصل على العنصر الأساسي الذي أعطاه القوّة، ومواقع القوّة الاجتماعية التي انطلقت من تعامله الإنساني مع الآخر، لأنَّ أخلاق القوّة ليست هي أخلاق العنف، بل قد تكون أخلاق اللين عندما يتحرّك اللين ليجعل المجتمع مجتمعاً واحداً يرتبط بالرباط الإنساني.

    إنَّ اللّه يحدّثنا أنَّ الرحمة ليست مجـرّد خُلُق نعيشه، بل هي مسؤولية عليك أن تتحمّلها {ثمَّ كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالرحمة} (البلد:17)، أن توصي أخاك بأن يرحم أخاه، فتكون الرحمة وصيّة المؤمنين في مجتمعهم، لكي لا تأخذ المشاكل حريتها في الحركة وتسيطر على مواقع الأمن الاجتماعي لتنسفه {إنَّما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم} (الحجرات:10) انطلقوا بفعل الرحمة للمتخاصمين بأن تدخلوا بينهم، فلا تسمحوا للمشاكل بأن تتعقد بحيث تتحوّل إلى مشاكل مستعصية تحرق الأخضر واليابس، فلو أصرَّ أحدهم على البقاء في مواقع البغي، فإنَّه يجب على المجتمع أن يتحرّك على أساس الرحمة بإجراء عملية جراحية ينقذ بها نفسه {وإنَّ طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر اللّه فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إنَّ اللّه يحبّ المقسطين} (الحجرات:9).

    إنَّ المجتمع الإسلامي مجتمع الرحمة بين أفراده، فلنقدر الظروف وننطلق من موقع المحبة في كلّ ما نمارسه، وفي هذا كان المسلم يعيش همّ المسلم الآخر.

    عندما انطلقت الدعوة الإسلامية في المدينة، وأصبحت المدينة الركيزة الأساسية للمسلمين، جاء المهاجرون من مكة حيث لا مال عندهم ولا ثياب ولا سكن، لأنَّ قريشاً شردتهم من ديارهم من دون أن تمنحهم فرصة ليأخذوا معهم ما يتّخذوه أساساً لحياةٍ جديدة، فأضحوا بذلك في موقعهم الجديد محتاجين، فكيف واجههم الأنصار في المدينة؟ إنَّ اللّه يحدّثنا عن ذلك فيقول للفقراء المهاجرين: {الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من اللّه ورضواناً وينصرون اللّه ورسوله أولئك هم الصادقون} (الحشر:Cool، وقد يتضايق النّاس من المؤمنين ومن المجاهدين إذا حمَّلوهم مسؤوليةً أو احتاجوا إليهم، ولكن ما حدث مع أهل المدينة كما عبّر عن ذلك القرآن بأنَّهم: {والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبّون من هاجر إليهم... } (الحشر:9) قلوبهم مفتوحة لكلّ المهاجرين إليهم {الذين أخرجوا من ديارهم بغير حقّ إلاَّ أن يقولوا ربَّنا اللّه} يحبّونهم، شعورهم نحوهم ليس مجرّد شعور الإنسان عندما يلتقي بإنسان من خلال انتمائه، ولكنَّه شعور الإنسان الذي يحبّ كلّ إنسان آمن باللّه وجاهد في سبيله، لهذا كانت المحبة هي الشعور الغالب لكلّ هؤلاء الذين تبوأوا الدار والإيمان، لأنَّهم يشعرون بأنَّ علاقة الإيمان تفوق علاقة المحبة. إذاً وبتعبير آخر، فالإيمان ليس مجرّد حالة عقلية تعيشها من خلال ما تحمله من فكر، بل هو حالة شعورية عميقة تشعر فيها بالعاطفة تّجاه كلّ من يحمل هذا الإيمان، لأنَّ معنى أن تحبّ اللّه أن تحبّ من أحبّ اللّه وأن تحبّ من أحبّه اللّه. وبتعبير آخر، إنَّ الإيمان حركة فكر في عقلك وحركة عاطفة في قلبك {يحبّون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة ممّا أوتوا} (الحشر:9)، لا يشعرون في صدورهم بأيّ حرج أو ضيق أو مشكلة {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} (الحشر:9)، كانوا يمنعون أنفسهم من المال الذي يحتاجون إليه ومن الغذاء الذي يقتاتون به ليعطوه للمهاجرين {ومن يوق شُحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون} (الحشر:9)، هذا مظهر من مظاهر الرحمة. وبذلك انطلقت الرحمة لتكون مصدر قوّة لهم، لأنَّ المجتمع الذي يعيش الحالة الشعورية المترابطة فيما هي العاطفة والشفقة والرحمة هو مجتمع لا يستطيع الآخرون أن ينفذوا إلى داخله، لأنَّ الرحمة تسدّ الثغرات التي يستغلها الآخرون وتمنعهم من النفاذ إلى داخل البيئة الاجتماعية.
    محمد مجدي( Hεℓℓβo¥)
    محمد مجدي( Hεℓℓβo¥)
    عضو


    عدد المساهمات : 208
    نقاط : 276
    الموقع : alfrana@yahoo.com

    مميزات المجتمع الرسالي Empty رد: مميزات المجتمع الرسالي

    مُساهمة من طرف محمد مجدي( Hεℓℓβo¥) الأربعاء أكتوبر 06, 2010 2:15 pm

    مميزات المجتمع الرسالي 81798

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 1:17 am