باب فضل العلم - الشيخ سليم الهلالي
أضيف بتاريخ : 14 / 09 / 2009
الدرس الأول : باب فضل العلم
الشيخ سليم الهلالي
قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الألبَابِ} [الزمر: 9]، وقال سبحانه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، وقال جل شأنه: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114].
وعن معاوية –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِد اللهُ بِهِ خَيْرَاً يُفَقِّههُ في الدّين» متفق عليه.
وعن أبي الدرداء –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: «مَنْ سَلَكَ سَبِيلاً يَبْتَغِي به عِلْمَاً، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقَاً إلى الجَنَّةِ، وإِنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتِهَا لطالِبِ العِلْمِ رِضاً بِمَا يَصْنَع، وَإِنَّ العَالِمَ لَيْستَغْفِرُ له كلُّ شيءٍ حتى الحيتَانُ في الماءِ، وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ عَلى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، وإنَّ العلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، إنّ الأنبياء لم يُورَّثُوا دِينَاراً ولا دِرْهَماً، إنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ؛ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍ وَافِرٍ» أخرجه أبو داود والترمذي، وصححه شيخنا الألباني –رحمه الله-.
عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلا مِنْ ثَلاثٍ: إلا مِنْ صَدَقَة جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له» أخرجه مسلم.
الشرح الإجمالي:
العلم من خصائص الأمة الإسلامية، ولذلك كان أول خطاب من الله -جل جلاله- لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَق * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَم * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم} [العلق: 1-5].
وقد بين الله –سبحانه- ورسوله صلى الله عليه وسلم فضل العلم وشرف حملته، وأنهم ورّاث الأنبياء.
وجعل طلبه من أفضل القربات، وأعظم الطاعات، وأجل العبادات؛ لأن منفعة العلم تتعدى إلى الأمة بأسرها بينما منفعة العبادة تقتصر على صاحبها.
ومن ذلك: أن العالم يعلم الناس كيف يتعاملون مع الإنسان، والحيوان، والطير، والنبات، والجماد، ولذلك يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر والنملة في جحرها.
وأكد الإسلام على طلب العلم ونشره؛ لأن نفعه يجري على صاحبه حتى بعد موته.
فالخير كل الخير في النفقة في الدين وتعلم أحكام الشرع المبين بتلاوة القرآن ودراسة الأحاديث الصحيحة ورواية آثار الصحابة الكرام:
العلم قال الله قال رسوله
قال الصحابة ليس بالتمويه
أما العلم نصبك للخلاف جهالة
بين الرسول وبين رأي فقيه
فوائد الباب:
1- من فضائل العلم والعلماء: أن الله رفع درجتهم وجعلهم ورثة الأنبياء.
2- التفقه في الدين علامة على أن الله أراد للعبد خيراًًًًً.
3- طلب العلم من أسباب دخول الجنة.
4- العلم النافع يستمر أجره للعبد بعد موته.
5- طالب العلم لا يشبع من طلب العلم؛ لأنه يعلم أنه كلما ازداد علماً كان قليلاً {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} [الإسراء: 85]؛ فلذلك يستمر في طلب العلم من المهد إلى اللحد {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114}.
أضيف بتاريخ : 14 / 09 / 2009
الدرس الأول : باب فضل العلم
الشيخ سليم الهلالي
قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الألبَابِ} [الزمر: 9]، وقال سبحانه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، وقال جل شأنه: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114].
وعن معاوية –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِد اللهُ بِهِ خَيْرَاً يُفَقِّههُ في الدّين» متفق عليه.
وعن أبي الدرداء –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: «مَنْ سَلَكَ سَبِيلاً يَبْتَغِي به عِلْمَاً، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقَاً إلى الجَنَّةِ، وإِنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتِهَا لطالِبِ العِلْمِ رِضاً بِمَا يَصْنَع، وَإِنَّ العَالِمَ لَيْستَغْفِرُ له كلُّ شيءٍ حتى الحيتَانُ في الماءِ، وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ عَلى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، وإنَّ العلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، إنّ الأنبياء لم يُورَّثُوا دِينَاراً ولا دِرْهَماً، إنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ؛ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍ وَافِرٍ» أخرجه أبو داود والترمذي، وصححه شيخنا الألباني –رحمه الله-.
عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلا مِنْ ثَلاثٍ: إلا مِنْ صَدَقَة جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له» أخرجه مسلم.
الشرح الإجمالي:
العلم من خصائص الأمة الإسلامية، ولذلك كان أول خطاب من الله -جل جلاله- لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَق * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَم * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم} [العلق: 1-5].
وقد بين الله –سبحانه- ورسوله صلى الله عليه وسلم فضل العلم وشرف حملته، وأنهم ورّاث الأنبياء.
وجعل طلبه من أفضل القربات، وأعظم الطاعات، وأجل العبادات؛ لأن منفعة العلم تتعدى إلى الأمة بأسرها بينما منفعة العبادة تقتصر على صاحبها.
ومن ذلك: أن العالم يعلم الناس كيف يتعاملون مع الإنسان، والحيوان، والطير، والنبات، والجماد، ولذلك يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر والنملة في جحرها.
وأكد الإسلام على طلب العلم ونشره؛ لأن نفعه يجري على صاحبه حتى بعد موته.
فالخير كل الخير في النفقة في الدين وتعلم أحكام الشرع المبين بتلاوة القرآن ودراسة الأحاديث الصحيحة ورواية آثار الصحابة الكرام:
العلم قال الله قال رسوله
قال الصحابة ليس بالتمويه
أما العلم نصبك للخلاف جهالة
بين الرسول وبين رأي فقيه
فوائد الباب:
1- من فضائل العلم والعلماء: أن الله رفع درجتهم وجعلهم ورثة الأنبياء.
2- التفقه في الدين علامة على أن الله أراد للعبد خيراًًًًً.
3- طلب العلم من أسباب دخول الجنة.
4- العلم النافع يستمر أجره للعبد بعد موته.
5- طالب العلم لا يشبع من طلب العلم؛ لأنه يعلم أنه كلما ازداد علماً كان قليلاً {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} [الإسراء: 85]؛ فلذلك يستمر في طلب العلم من المهد إلى اللحد {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114}.
