منذ القدم والإنسان يحارب ويناضل ويدفع الغالي والنفيس في سبيل حريته …..
وفي أحيان كثيرة يدفع حياته ثمنا لهذه
الــحــريـــة ….
ويروي لنا التاريخ صورا مشرقة ونماذج رائعة جاهدت حتى الموت لتحصل على حـــريـــتـــهـــا …..
ففي الماضي القديم كان سيدنا بلال عبدا أسيرا ينال صنوفا من العذاب كي يكفر وكي يظل عبدا للأحجار……
ولكن نور الإسلام سرى في قلبه واختار عبادة الله وان يكون حــــراً في اعتقاده …
فتحمل العذاب الأليم …..
وسيدنا سلمان الفارسي ذلك الأسطورة الذي كان سيدا مطاعا في وطنه
هاجر وأصبح عبدا لدى يهودي فلم يهتم بذلك …
فقد سطر لحياته توجها عظيماً فهو يبحث عن الحق وعن الـــحــريـــة التي ستغير من مسار التاريخ ….
فلم يهتم بعبوديته لدى اليهودي طالما انه حـــــرٌ في فكره ….
وتوالت الأزمان و الأحداث …….
وأصبحت الـــحـــريـــة هي هم كل الشعوب بمختلف أجناسهم ودياناتهم ….
وقامت المسيرات…
والثورات …
والحروب …
وسالت الدماء في كل مكان …
من اجل الـــحـــريــــة …..
وأصبحت كلمة الــــحــــريــــة تعني
الحـــــيــــاة ….
والأمـــــــــل….
والـسـعـــادة ….
واليوم ……..
وفي ظل واقعنا المرير
تم وأد الـــحـــريـــة في رمال الملاهي والغرائز !!!
و أصبحت معنى معطلا عقيما !!!
و أصبح كلٌ يغني على ليلاه تحت مسمى الـــحـــريــــة
فتلك ساقطة وشبه عارية تغني بجسدها تحت مسمى حـــريـــة الفن (( العفن )) !!!!
وهذا يحمل كأس الخمر بيد ويسب ويشتم كبار العلماء و المشايخ تحت مسمى حـــــريـــة الفكر
أو تلك القنوات التي تتنافس على نشر الرذيلة وعلى صناعة أجيال عابثه لا تعرف معنى الحياء تحت مسمى الـــحـــريـــة الإعلامية
وبدأت البيوت تنهار من داخلها …..
فذلك المراهق يريد أن يستقل برأيه
وهذا الشاب لا يحب من يسأله أو يحاسبه
وكل ذلك تحت مسمى الحرية الفردية ……
وكم من مقابر تبنى …..
وأعراض تنتهك ……
وبيوتٌ تهدم …….
وكل ذلك تحت مسمى واحد الحرية …..
أظن فيما أضن انه لم يعد في زماننا هذا معنى حقيقي لــلـــحـــريـــة
فقد تم وأدها !!!
بل قتلها !!!
وتم تشيعها إلى مثواها الأخير !!!!!!!!!