البحث الاول
السمع والبصر
هل التركيب التشريحي والوظيفي لمناطق المخ البشري العليا كان معروفاً أيام بعثة الرسول ؟.
هل تركيب ووظائف المخ التكليفية من مناطق السمع والبصر والعواطف ومناطق الاختيار بين البدائل كانت معروفة بدقة وتكامل بعد الرسول محمد بأكثر من ألف عام؟.
الإجابة اليقينية:لا، فالعالم كله لم يكن يعرف شيئاً عن التركيب المتكامل والدقيق للمخ البشري وبدأ حديثاً في التعرف على مناطق السمع والبصر والعواطف والاختيار بين البدائل في المخ البشري، وكان ذلك بعد وفاة الرسول بأكثر من ألف عام.
فيكون السؤال الأخير:
ماذا يقول العقل العالمي المفكر لو اكتشف خريطة متكاملة للتركيب التشريحي والوظيفي للمناطق التكليفية العقلية العليا في المخ البشري في القرآن الكريم؟.
حتماً ستكون الإجابة المنطقية:
إن ذلك سيكون دليلاً علمياً على صدق الرسالة وصدق الرسول، وسيكون دليلاً يقينياً على أن القرآن الكريم كتاب الله المعجز الوحيد الخالد الباقي المحفوظ ليدين به الجميع وليكون دستوراً للعالمين لمن شاء منهم أن يستقيم.
فهيا بنا مع أسرار المخ البشري
لا حظ رجال التفسير على مر العصور ما يأتي:
1ـ السمع يتقدم على البصر في كل القرآن الكريم.
)وجعلنا لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ([النحل: 78].
)ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون) [الأحقاف: 26].
2ـ السمع يأتي على الإفراد والبصر يأتي على الجمع.
3ـ الفؤاد يأتي دائماً بعد السمع والبصر.
)وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون ([المؤمنون: 78].
4ـ ( بكم ) تأتي بين ( صم ) و ( عمى ).
)صم بكم عمي (.
وقدم رجال التفسير اجتهاداتهم في هذا المجال فقالوا:
إن تقدم السمع على البصر لشرف السمع أو لشرف الأذن، فالأذن تسمع من جميع الجهات وهي أداة التلقي للوحي ويمكن استدعاء النائم من خلالها.
ورد في تفسير القرطبي:
قال أكثر المتكلمين بتفضيل البصر على السمع لأن السمع لا يدرك به إلا الأصوات والكلام والبصر يدرك به الأجسام والألوان والهيئات كلها.
ويقول الآلوسي في تفسيره:
والحق أن كل الحواس ضرورية في موضعها ومن فقد حساً فقد علماً وتفضيل البعض على البعض تطويل من غير طائل.
إذن فكرة تقديم السمع على البصر لشرف السمع مردودة أو لا تستند على أرضية صلبة، وعلى الرغم من ذلك لم يكن لها بديل.
وكانت المفاجأة والتي وجهت الأنظار إلى السر المذهل وراء تقديم السمع على البصر، هي الآيات التي جاء فيها ذكر ( العين ) و( الأذن )، ففي هذه الآيات نلاحظ أن ( العين ) تتقدم (الأذن )
على عكس السمع والبصر.
ففي سورة الأعراف: [آية 179]:
)ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها (.
وفي الآية [195] من الأعراف، نجد:
)ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها (.
وفي المائدة: [ آية: 45]:
)وكتبنا عليهم فيها: أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن (.
فإذا كان السمع يتقدم البصر في الآيات السابقة فإن العين تتقدم الأذن في هذه الآيات، فلو كان التقديم للتشريف لتقدمت الأذن على العين كما تقدم السمع على البصر لأن الأذن أداة السمع والعين أداة البصر.
إذن فالقضية ليست قضية شرف عضو على عضو بل هي شيء آخر،
بل
قل إنها معجزة علمية بكل المقاييس فلقد وجد العلماء أن هناك مراكز للسمع داخل المخ البشري يتم فيها إدراك المسموعات وهناك مراكز للبصر داخل المخ البشري يتم فيها إدراك المبصرات
وأداة مركز السمع هي الأذن التي تجلب إليها الأصوات وأداة مركز البصر العين والتي تجلب إليها الصور.
ومع أن العين تتقدم الأذن في رأس الإنسان فإن مركز السمع يتقدم مركز الإبصار في مخ الإنسان تشريحياً.
وهنا ظهرت المعجزة العلمية الباهرة فالترتيب المكاني للسمع والبصر في الآيات يأتي وفقاً للترتيب المكاني لمراكز السمع والبصر في مخ الإنسان. ولكن الإنسان بالإضافة إلى أنه سميعاً وبصيراً له المقدرة على إنتاج البيان البشري الراقي ولقد وجد علماء المخ أن هناك منطقة بين مركز السمع من الأمام ومركز البصر من الخلف تسمى منطقة فرنيكا فعندما يلتقي مركز السمع مع مركز البصر فإن المنطقة البينية تشكل مكان إنتاج البيان البشري وها هي الآية )صم بكم عمي (تشير في إعجاز باهر إلى منطقة البيان في مخ الإنسان ( فبكم ) والتي تقع بين ( صم ) من الأمام و( عمي ) من الخلف تشير إلى منطقة البيان في المخ بين مركز السمع من الأمام ومركز البصر من الخلف.
وإذا كان الصمم هو تعطيل السمع، والعمى هو تعطيل البصر، فيكون البكم هو تعطيل البيان.
ولأن الموصوفين بـ )صم بكم عمي (هم الكفار الذين يتمتعون بسمع جيد وبصر حاد ولسان مبين، فإن ( صم ) هنا تعني تعطيل عقل السماع و( عمى ) تعني تعطيل عقل البصر، فتكون ( بكم ) آفة عقلية خاصة بعقل البيان.
وقدمت الآية 76 من سورة النحل دعماً لذلك:
)وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم (.
إذن فكأن ( بكم ) تشير إلى منطقة البيان بين مركز السمع ومركز البصر في المخ.
ومعنى ( بكم ) واستخداماتها في القرآن يشير إلى وظيفة مركز البيان داخل المخ البشري.
ونتوقت هنا لنرسم ونحدد المناطق التي أشارت إليها الآيات الخاصة بالسمع والبصر والبيان وبعدها نسأل هل المناطق العقلية العليا في مخ الإنسان تقتصر على السمع والبصر والبيان وما يتعلق بهم من ذاكرة؟.
البحث الثانى
الفؤاد
فهل يمكن تحديد مكان ووظيفة مناطق الأحاسيس والعواطف من خلال آيات الكتاب المعجزة؟.
الإجابة: نعم يمكن ذلك ولكن كيف؟.
فبالدراسة المتأنية للآيات التي ذكر فيها الفؤاد نجد الظواهر الآتية:
1ـ الفؤاد يأتي في مكان ثابت بعد السمع والبصر في كل القرآن.
2ـ الفؤاد يأتي مثل البصر على الجمع.
)وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون (.
3ـ الفؤاد يأتي في معاني تحول حول العواطف والغرائز والأحاسيس.
)فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم (عواطف.
)وكذلك جعلنا لكل نبي شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً( إلى أن قال سبحانه: )ولتصغي إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة... (غرائز.
)نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة (أحاسيس.
بينما القلب يأتي في معاني شاملة تشمل العقل والعاطفة:
)أفلم يسيروا في الأرض فيكون لهم قلوب يعقلون بها (.
4ـ فك الجهة بين القلب والفؤاد!.
)وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كانت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها (.
وكذا في أحاديث الرسول :
( أهل اليمن أرق قلوباً وألين أفئدة ).
( إن الله مثبت قلبك وهاد فؤادك ).
وجد العلماء أن هناك مراكز للعواطف والغرائز تقع في قلب المخ
وهذه الظواهر تفك الجهة بين القلب والفؤاد وتجعل الفؤاد مرتبطاً بالسمع والبصر ارتباطاً عضوياً وله علاقة بالأحاسيس والعواطف والغرائز، فإذا كان السمع يشير إلى مركز السمع حيث إدراك وفهم المسموعات والبصر يشير إلى مركز البصر حيث إدراك المبصرات فالفؤاد المرتبط عضوياً بالسمع والبصر لا بد وأن يشير إلى منطقة الأحاسيس والعواطف
ولكن هل يمكن تحديد مكان الفؤاد بأنه قلب المخ من خلال الآيات؟.
الجواب:نعم وذلك لوجود الفؤاد في مكان ثابت بعد البصر وليس بعد مركز الإبصار من الخلف وهذا يحتم الاتجاه إلى عمق المخ إلى قلب المخ حيث اكتشف العلماء مناطق الأحاسيس والعواطف
البحث الثالث
الاختيار بين البدائل
هل هناك في مخ الإنسان مكان تتحقق فيه الاختيار بين البدائل ؟
الجواب:نعم إنه مقدم الفص الجبهي في مخ الإنسان والذي اكتشف العلماء حديثاً أن له علاقة بالاختيار بين البدائل والعلاقات العقلية العليا.
فهل هناك في القرآن إشارة إلى مكان ووظيفة الفص الجبهي؟.
الجواب:نعم ولكن كيف؟.
بدراسة الآيات الآتية:
)ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها (سورة هود.
وفي سورة العلق:
)أرأيت الذي ينهى. عبداً إذا صلّى. أرأيت إن كان على الهدى. أو أمر بالتقوى. أرأيت إن كذب وتولى. ألم يعلم بأن الله يرى. كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية. ناصية كاذبة خاطئة (.
والناصية في اللغة والتفسير هي مقدّم الرأس عند منبت الشعر أو منطقة الجبهة.
والآية الأولى ( سورة هود ) تقرر أن الناصية هي مكان السيطرة العليا والقيادة للإنسان. والآية التالية ( سورة العلق ) تبين أن الناصية هي منطقة الاختيار بين البدائل.
السمع والبصر
هل التركيب التشريحي والوظيفي لمناطق المخ البشري العليا كان معروفاً أيام بعثة الرسول ؟.
هل تركيب ووظائف المخ التكليفية من مناطق السمع والبصر والعواطف ومناطق الاختيار بين البدائل كانت معروفة بدقة وتكامل بعد الرسول محمد بأكثر من ألف عام؟.
الإجابة اليقينية:لا، فالعالم كله لم يكن يعرف شيئاً عن التركيب المتكامل والدقيق للمخ البشري وبدأ حديثاً في التعرف على مناطق السمع والبصر والعواطف والاختيار بين البدائل في المخ البشري، وكان ذلك بعد وفاة الرسول بأكثر من ألف عام.
فيكون السؤال الأخير:
ماذا يقول العقل العالمي المفكر لو اكتشف خريطة متكاملة للتركيب التشريحي والوظيفي للمناطق التكليفية العقلية العليا في المخ البشري في القرآن الكريم؟.
حتماً ستكون الإجابة المنطقية:
إن ذلك سيكون دليلاً علمياً على صدق الرسالة وصدق الرسول، وسيكون دليلاً يقينياً على أن القرآن الكريم كتاب الله المعجز الوحيد الخالد الباقي المحفوظ ليدين به الجميع وليكون دستوراً للعالمين لمن شاء منهم أن يستقيم.
فهيا بنا مع أسرار المخ البشري
لا حظ رجال التفسير على مر العصور ما يأتي:
1ـ السمع يتقدم على البصر في كل القرآن الكريم.
)وجعلنا لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ([النحل: 78].
)ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون) [الأحقاف: 26].
2ـ السمع يأتي على الإفراد والبصر يأتي على الجمع.
3ـ الفؤاد يأتي دائماً بعد السمع والبصر.
)وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون ([المؤمنون: 78].
4ـ ( بكم ) تأتي بين ( صم ) و ( عمى ).
)صم بكم عمي (.
وقدم رجال التفسير اجتهاداتهم في هذا المجال فقالوا:
إن تقدم السمع على البصر لشرف السمع أو لشرف الأذن، فالأذن تسمع من جميع الجهات وهي أداة التلقي للوحي ويمكن استدعاء النائم من خلالها.
ورد في تفسير القرطبي:
قال أكثر المتكلمين بتفضيل البصر على السمع لأن السمع لا يدرك به إلا الأصوات والكلام والبصر يدرك به الأجسام والألوان والهيئات كلها.
ويقول الآلوسي في تفسيره:
والحق أن كل الحواس ضرورية في موضعها ومن فقد حساً فقد علماً وتفضيل البعض على البعض تطويل من غير طائل.
إذن فكرة تقديم السمع على البصر لشرف السمع مردودة أو لا تستند على أرضية صلبة، وعلى الرغم من ذلك لم يكن لها بديل.
وكانت المفاجأة والتي وجهت الأنظار إلى السر المذهل وراء تقديم السمع على البصر، هي الآيات التي جاء فيها ذكر ( العين ) و( الأذن )، ففي هذه الآيات نلاحظ أن ( العين ) تتقدم (الأذن )
على عكس السمع والبصر.
ففي سورة الأعراف: [آية 179]:
)ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها (.
وفي الآية [195] من الأعراف، نجد:
)ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها (.
وفي المائدة: [ آية: 45]:
)وكتبنا عليهم فيها: أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن (.
فإذا كان السمع يتقدم البصر في الآيات السابقة فإن العين تتقدم الأذن في هذه الآيات، فلو كان التقديم للتشريف لتقدمت الأذن على العين كما تقدم السمع على البصر لأن الأذن أداة السمع والعين أداة البصر.
إذن فالقضية ليست قضية شرف عضو على عضو بل هي شيء آخر،
بل
قل إنها معجزة علمية بكل المقاييس فلقد وجد العلماء أن هناك مراكز للسمع داخل المخ البشري يتم فيها إدراك المسموعات وهناك مراكز للبصر داخل المخ البشري يتم فيها إدراك المبصرات
وأداة مركز السمع هي الأذن التي تجلب إليها الأصوات وأداة مركز البصر العين والتي تجلب إليها الصور.
ومع أن العين تتقدم الأذن في رأس الإنسان فإن مركز السمع يتقدم مركز الإبصار في مخ الإنسان تشريحياً.
وهنا ظهرت المعجزة العلمية الباهرة فالترتيب المكاني للسمع والبصر في الآيات يأتي وفقاً للترتيب المكاني لمراكز السمع والبصر في مخ الإنسان. ولكن الإنسان بالإضافة إلى أنه سميعاً وبصيراً له المقدرة على إنتاج البيان البشري الراقي ولقد وجد علماء المخ أن هناك منطقة بين مركز السمع من الأمام ومركز البصر من الخلف تسمى منطقة فرنيكا فعندما يلتقي مركز السمع مع مركز البصر فإن المنطقة البينية تشكل مكان إنتاج البيان البشري وها هي الآية )صم بكم عمي (تشير في إعجاز باهر إلى منطقة البيان في مخ الإنسان ( فبكم ) والتي تقع بين ( صم ) من الأمام و( عمي ) من الخلف تشير إلى منطقة البيان في المخ بين مركز السمع من الأمام ومركز البصر من الخلف.
وإذا كان الصمم هو تعطيل السمع، والعمى هو تعطيل البصر، فيكون البكم هو تعطيل البيان.
ولأن الموصوفين بـ )صم بكم عمي (هم الكفار الذين يتمتعون بسمع جيد وبصر حاد ولسان مبين، فإن ( صم ) هنا تعني تعطيل عقل السماع و( عمى ) تعني تعطيل عقل البصر، فتكون ( بكم ) آفة عقلية خاصة بعقل البيان.
وقدمت الآية 76 من سورة النحل دعماً لذلك:
)وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم (.
إذن فكأن ( بكم ) تشير إلى منطقة البيان بين مركز السمع ومركز البصر في المخ.
ومعنى ( بكم ) واستخداماتها في القرآن يشير إلى وظيفة مركز البيان داخل المخ البشري.
ونتوقت هنا لنرسم ونحدد المناطق التي أشارت إليها الآيات الخاصة بالسمع والبصر والبيان وبعدها نسأل هل المناطق العقلية العليا في مخ الإنسان تقتصر على السمع والبصر والبيان وما يتعلق بهم من ذاكرة؟.
البحث الثانى
الفؤاد
فهل يمكن تحديد مكان ووظيفة مناطق الأحاسيس والعواطف من خلال آيات الكتاب المعجزة؟.
الإجابة: نعم يمكن ذلك ولكن كيف؟.
فبالدراسة المتأنية للآيات التي ذكر فيها الفؤاد نجد الظواهر الآتية:
1ـ الفؤاد يأتي في مكان ثابت بعد السمع والبصر في كل القرآن.
2ـ الفؤاد يأتي مثل البصر على الجمع.
)وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون (.
3ـ الفؤاد يأتي في معاني تحول حول العواطف والغرائز والأحاسيس.
)فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم (عواطف.
)وكذلك جعلنا لكل نبي شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً( إلى أن قال سبحانه: )ولتصغي إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة... (غرائز.
)نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة (أحاسيس.
بينما القلب يأتي في معاني شاملة تشمل العقل والعاطفة:
)أفلم يسيروا في الأرض فيكون لهم قلوب يعقلون بها (.
4ـ فك الجهة بين القلب والفؤاد!.
)وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كانت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها (.
وكذا في أحاديث الرسول :
( أهل اليمن أرق قلوباً وألين أفئدة ).
( إن الله مثبت قلبك وهاد فؤادك ).
وجد العلماء أن هناك مراكز للعواطف والغرائز تقع في قلب المخ
وهذه الظواهر تفك الجهة بين القلب والفؤاد وتجعل الفؤاد مرتبطاً بالسمع والبصر ارتباطاً عضوياً وله علاقة بالأحاسيس والعواطف والغرائز، فإذا كان السمع يشير إلى مركز السمع حيث إدراك وفهم المسموعات والبصر يشير إلى مركز البصر حيث إدراك المبصرات فالفؤاد المرتبط عضوياً بالسمع والبصر لا بد وأن يشير إلى منطقة الأحاسيس والعواطف
ولكن هل يمكن تحديد مكان الفؤاد بأنه قلب المخ من خلال الآيات؟.
الجواب:نعم وذلك لوجود الفؤاد في مكان ثابت بعد البصر وليس بعد مركز الإبصار من الخلف وهذا يحتم الاتجاه إلى عمق المخ إلى قلب المخ حيث اكتشف العلماء مناطق الأحاسيس والعواطف
البحث الثالث
الاختيار بين البدائل
هل هناك في مخ الإنسان مكان تتحقق فيه الاختيار بين البدائل ؟
الجواب:نعم إنه مقدم الفص الجبهي في مخ الإنسان والذي اكتشف العلماء حديثاً أن له علاقة بالاختيار بين البدائل والعلاقات العقلية العليا.
فهل هناك في القرآن إشارة إلى مكان ووظيفة الفص الجبهي؟.
الجواب:نعم ولكن كيف؟.
بدراسة الآيات الآتية:
)ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها (سورة هود.
وفي سورة العلق:
)أرأيت الذي ينهى. عبداً إذا صلّى. أرأيت إن كان على الهدى. أو أمر بالتقوى. أرأيت إن كذب وتولى. ألم يعلم بأن الله يرى. كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية. ناصية كاذبة خاطئة (.
والناصية في اللغة والتفسير هي مقدّم الرأس عند منبت الشعر أو منطقة الجبهة.
والآية الأولى ( سورة هود ) تقرر أن الناصية هي مكان السيطرة العليا والقيادة للإنسان. والآية التالية ( سورة العلق ) تبين أن الناصية هي منطقة الاختيار بين البدائل.