بسم الله الرحمن الرحيم
أعضاء منتدانا الغالي يسرني أن أقدم لكم هذه القصيدة الرائعة للشاعر اللبناني الكبير
ايليا أبو ماضي و أرجو أن تنال اعجابكم
أياهذا الشاكي وما بك داءُ ***كيف تغدوُ إذا غدوتَ عليلا ؟
إن شرَّ الجناةِ الأرضِ نفسٌ***تتوقى ، قبلَ الرحيلِ ،الرّحيلا
وترى الشوكَ في الوُرودِ ، وتعمى***أن ترى فوقها الندى إكليلا
هو عبءُ على الحياةِ ثقيلٌ***منْ يظنُّ الحياةعبثاً ثقيلا
والذي نفسُهُ بغير جَمالٍ*** لا يرى في الوُجودِشيئاً جميلاً
ليسَ أشقىَ ممنَّ يرى العيشَ مُراً***ويظنُّ اللَّذاتِ فيه فُضولا
أحكمُ الناسِ في الحياةِ أناسٌ***عللَّوها فأحسنواالتعليلا
فتمتَّعْ بالصبحٍ ما دمتَ فيهِ***لا تخفْ أن يزولَ حتىيزولا
وإذا ما أظلَّ رأسكَ همٌّ***قصرِ البحثَ فيه كيلا يطولا
أدركتْ كنهها طيورُ الرَّوابي***فمنَ العَارِ أنْ تظلَّ جهولا
ما تراها ـ والحقلُ مِلكُ سواها***تخذتْ فيه مسرحاً ومقبلا
تتغنَّى ، والصقرُ قد ملكَ الجوَّ***عليها ، والصائدونَ السبيلا
تتغنَّى ، وقد رأت بعضها يُؤخذُ***حيّاً والبعضَ يقضي قتيلا
تتغنَّى ، وعمرُها بعضُ عامٍ***أفتبكي وقد تعيشُ طويلا ؟
فهي فوق الغصونِ في الفجرِ تتلو***سُورَ الوجدِ والهوىترتيلا
وهي طوراً على الثرى واقعاتٌ***تلقطُ الحبَّ أو تجرُّالذيولا
كلما أمسكَ الغصونَ سكونٌ***صفقتْ للغصونِ حتى تميلا
فاذا ذهبَ الأصيلُ الرَّوابي***وقفتْ فوقها تُناجي الأصيلا
فأطلبِ اللَّهوَ مثلما تطلُبُ الأطيارُ***عند الهجيرَ ظلاَّ ظليلا
وتعلمْ حُبَّ الطبيعةِ منها***واتُركِ القالَ للورىَ والقيلا
فالذي يتقي العواذلَ يلقى***كل حينٍ كلَّ شخصٍ عذولا
أنتَ للأرضِ أولاً وأخيراً***كنت ملكاً او كنتَ عبداً ذليلا
لا خلودٌ تحتَ السَّماءِ لحيَّ***فلماذا تُراودُ المستحيلا ؟..
كلُّ نجمٍ إلى الأفولِ ولكنْ***آفةُ النَّجمِ أنْ يخافَ الأفولا
غايةُ الوردْ في الرياضِ ذبولٌ***كنْ حكيماً واسبقْ إليهِ الذيولا
وإذا ما وجدتَ في الأرض ظلا***فتقيأ بهِ إلى أنْ يحولا
وتوقعْ ، إذا السماءُ اكفهرتْ***مطراً في السهولِ يُحي السُّهولا
قلْ لقومٍ يستنزِفونَ المآقي ***هل شفيتم مع البكاءِ غليلا ؟
ما أتينا إلى الحياةِ لنشقى***فأريحوا ، أهلَ العقولِ، العقولا
كلُّ منْ يجمعُ الهمومَ عليهِ***أخذتهُ الهمومُ أخذاً وبيلا
كنْ هزاراً في عُشهِ يتغنى***ومعَ الكبلِ لا يبالي الكُبُولا
لا غُراباً يطاردُ الدُّودَ في الأرضِ***وبُوماً في الليلِ يبكي الطلولا
كُنْ غديراً يسيرُ في الأرضِ رقراقاً***فيسقي من جانبيهِ الحقولا
تستحمُّ النَّجُومُ فيهِ ويلقى***كلُّ شخصٍ وكلُّ شيِءِ مثيلا
لا وعاءَ يُقيد الماءَ حتى***تستحيلَ المياهُ فيه وحُولا
كُنْ مع الفجرِ نسمةً تُوسعًُ الأزهارَ***شماً وتارةً تقبيلا
لا سموماً من الَّوافي اللَّواتي***تملأ الأرضَ في الظلامِ عَويلا
ومعَ الليلِ كوكباً يُؤنسُ الغاباتِ***والنَّهرَ والرَّبى والسُّهولا
لا دُجىً يكْرهُ العوالم والنَّاسَ***فيلقي على الجميعِ سُدولا
تحيـــاتــــي
أعضاء منتدانا الغالي يسرني أن أقدم لكم هذه القصيدة الرائعة للشاعر اللبناني الكبير
ايليا أبو ماضي و أرجو أن تنال اعجابكم
أياهذا الشاكي وما بك داءُ ***كيف تغدوُ إذا غدوتَ عليلا ؟
إن شرَّ الجناةِ الأرضِ نفسٌ***تتوقى ، قبلَ الرحيلِ ،الرّحيلا
وترى الشوكَ في الوُرودِ ، وتعمى***أن ترى فوقها الندى إكليلا
هو عبءُ على الحياةِ ثقيلٌ***منْ يظنُّ الحياةعبثاً ثقيلا
والذي نفسُهُ بغير جَمالٍ*** لا يرى في الوُجودِشيئاً جميلاً
ليسَ أشقىَ ممنَّ يرى العيشَ مُراً***ويظنُّ اللَّذاتِ فيه فُضولا
أحكمُ الناسِ في الحياةِ أناسٌ***عللَّوها فأحسنواالتعليلا
فتمتَّعْ بالصبحٍ ما دمتَ فيهِ***لا تخفْ أن يزولَ حتىيزولا
وإذا ما أظلَّ رأسكَ همٌّ***قصرِ البحثَ فيه كيلا يطولا
أدركتْ كنهها طيورُ الرَّوابي***فمنَ العَارِ أنْ تظلَّ جهولا
ما تراها ـ والحقلُ مِلكُ سواها***تخذتْ فيه مسرحاً ومقبلا
تتغنَّى ، والصقرُ قد ملكَ الجوَّ***عليها ، والصائدونَ السبيلا
تتغنَّى ، وقد رأت بعضها يُؤخذُ***حيّاً والبعضَ يقضي قتيلا
تتغنَّى ، وعمرُها بعضُ عامٍ***أفتبكي وقد تعيشُ طويلا ؟
فهي فوق الغصونِ في الفجرِ تتلو***سُورَ الوجدِ والهوىترتيلا
وهي طوراً على الثرى واقعاتٌ***تلقطُ الحبَّ أو تجرُّالذيولا
كلما أمسكَ الغصونَ سكونٌ***صفقتْ للغصونِ حتى تميلا
فاذا ذهبَ الأصيلُ الرَّوابي***وقفتْ فوقها تُناجي الأصيلا
فأطلبِ اللَّهوَ مثلما تطلُبُ الأطيارُ***عند الهجيرَ ظلاَّ ظليلا
وتعلمْ حُبَّ الطبيعةِ منها***واتُركِ القالَ للورىَ والقيلا
فالذي يتقي العواذلَ يلقى***كل حينٍ كلَّ شخصٍ عذولا
أنتَ للأرضِ أولاً وأخيراً***كنت ملكاً او كنتَ عبداً ذليلا
لا خلودٌ تحتَ السَّماءِ لحيَّ***فلماذا تُراودُ المستحيلا ؟..
كلُّ نجمٍ إلى الأفولِ ولكنْ***آفةُ النَّجمِ أنْ يخافَ الأفولا
غايةُ الوردْ في الرياضِ ذبولٌ***كنْ حكيماً واسبقْ إليهِ الذيولا
وإذا ما وجدتَ في الأرض ظلا***فتقيأ بهِ إلى أنْ يحولا
وتوقعْ ، إذا السماءُ اكفهرتْ***مطراً في السهولِ يُحي السُّهولا
قلْ لقومٍ يستنزِفونَ المآقي ***هل شفيتم مع البكاءِ غليلا ؟
ما أتينا إلى الحياةِ لنشقى***فأريحوا ، أهلَ العقولِ، العقولا
كلُّ منْ يجمعُ الهمومَ عليهِ***أخذتهُ الهمومُ أخذاً وبيلا
كنْ هزاراً في عُشهِ يتغنى***ومعَ الكبلِ لا يبالي الكُبُولا
لا غُراباً يطاردُ الدُّودَ في الأرضِ***وبُوماً في الليلِ يبكي الطلولا
كُنْ غديراً يسيرُ في الأرضِ رقراقاً***فيسقي من جانبيهِ الحقولا
تستحمُّ النَّجُومُ فيهِ ويلقى***كلُّ شخصٍ وكلُّ شيِءِ مثيلا
لا وعاءَ يُقيد الماءَ حتى***تستحيلَ المياهُ فيه وحُولا
كُنْ مع الفجرِ نسمةً تُوسعًُ الأزهارَ***شماً وتارةً تقبيلا
لا سموماً من الَّوافي اللَّواتي***تملأ الأرضَ في الظلامِ عَويلا
ومعَ الليلِ كوكباً يُؤنسُ الغاباتِ***والنَّهرَ والرَّبى والسُّهولا
لا دُجىً يكْرهُ العوالم والنَّاسَ***فيلقي على الجميعِ سُدولا
تحيـــاتــــي