فى عصر الولاة المستقلين
الإخشيد محمد بن طفج ينبش قبور فراعنة مصر ويجد قبرا أعظم من قبر توت عنخ آمون
قال المقريزى فى الخطط (1) : " قال المسعودى وقد كان جماعه من أهل المدافن والمطالب ( القبور) ومن قد أعتنى وأغرى بحفر الحفائر وطلب الكنائز وذخائر الملوك والأمم السالفة المستودعة يطن ألرض ببلاد مصر قد وقع إليهم كتاب ببعض أقلام الملوك السالفة فيه وصف موضع ببلاد مصر على أذرع يسيرة من بعض الأهرام بأن فيه مطلبا عجيباً فأخبروا الأخشيد محمد بن طفج بذلك فأمرهم بحفره وأباح لهم إستعمال الحيلة فى فتحه وأخراجه فحفروا حفراً عظيما إلى أن أنتهوا إلى أزج وأقباء وحجارة مجوفة فى صخرة منقور فيها تماثيل قائمة على أرجلها من الخشب قد طليى بالأطلية المانعة من سرعة البلاء وتفرق الأجزاء والصور مختلفة فيها صور شيوخ وشبان ونساء وأطفال أعينهم من أنواع الجواهر كالياقوت والزمرد والزبرجد والفبر وزج منها ما وجوهها من ذهب وفضة فكسر تلك بعض التماثيل فوجدوا فى أجوافها رمما بالية وأجساماً فانية وإلى جانب كل تمثال منها نوع من أنواع الأبنية كالبرابى وغيرها من المرمر والرخام وفيه من الطلى الذى قد طلى منه ذلك الميت الموضوع فى التماثيل الخشب والطلاء دواء مسحوق وأخلاط معمولة لا رائحة لها فجعل منه على النار شئ ففاح منه رائحة طيبة مختلفة لا تعرف فى نوع من أنواع الطيب وقد جعل كل تمثال من الخشب على صورة ما فيه من الناس على أختلاف سنهم ومقادير أعمارهم وتباين صورهم وبإزاء كل تمثال من الحجر المرمر أو من الرخام الأخضر على هيئة الصنم على حسب عبادتهم للتماثيل والصور عليها انواع من الكتابات لم يقف أحد على إستخراجها من أهل الملل (فهمها) وزعم قوم من أهل الدراية أن لذلك القلم منذ فقد من أرض مصر أربعة ألاف سنة .. وكان ذلك سنة 328 هـ
=======================================================================
المــــــــراجع
(1) كتاب الخطط للمقريزى - المسماة بالمواعظ والإعتبار يذكر الخطط والآثار يختص ذلك بأخبار أقليم مصر والنيل وذكر القاهرة وما يتعلق بها وبأقليمها تأليف سيدنا الشيخ الإمام علامة الأنام / تقى الدين أحمد بن على بن عبد القادر بن المحمد المعروف بالمقريزى - الجزء الثالث = مكتبة ألاداب 42 ميدان الأوبرا القاهرة الجزء الأول ص 65
****************************************************************************************
أبن طولون ينبش قبور الفراعنة سنة 245 - 270 ويستولى على كنوز مصر التى من حق أجيالها اللاحقة
ثم ركب أحمد بن طولون (1) إلى الصيد فلما سار في البرية آنخفست الأرض برجل فرس بعض أصحابه في قبر في وسط الرمل فوقف أحمد بن طولون عليه وكشفه فوجد مطلبا واسعا فأمر بحمله فحمل منه من المال ما قيمته ألف ألف دينار فبنى منه هذا الجامع والبئر بالقرافة الكبرى والبيمارستان بمصر ووجوه البر ثم دعا بآبن دشومة المقدم ذكره وقال: والله لولا أني أمنتك لصلبتك ثم بعد مدة صادره واستصفى أمواله وحبسه حتى مات.
وقيل: إن ابن طولون لما فرغ من بناء جامعه المذكور أمر حاشيته بسماع ما يقول الناس فيه من الأقوال والعيوب فقال رجل: محرابه صغير وقال آخر: ما فية عمود وقال آخر: ليست له ميضأة فبلغه ذلك فجمع الناس وقال: أما المحراب فإني رأيت النبيي! وقد خطه لي في منامي وأصبحت فرأيت النمل قد طافت بذلك المكان الفي خطه لي رسول الله وأما العمد فإني بنيت هذا الجامع من مال حلال وهو الكنز وما كنت لأشوبه بغيره وهنه العمد إما أن تكون في مسجد أو كنيسة فنزهته عنها وأما الميضأة فإني نظرت فوجدت ما يكون بها منا النجاسات فطهرته عنها وهأنا أبنيها خلفه وأمر ببنائها.
وقيل: إنه لما فرغ من بنائه رئى في منامه كأن نارًا نزلت من السماء فأخذت الجامع دون ماحوله من العمران فلما أصبح قص رؤياه فقيل له: أبشر بقبول الجامع المبارك لأن النار كانت في الزمن الماضي إذا قبل الله قربانا نزلت نار من السماء أخذته ودليله قصة قابيل وهابيل.
وكان حول الجامع العمران ملاصقة له حتى قيل: إن مسطبة كانت خلف الجامع وكانت ذراعا في ذراع لاغير فكانت أجرتها في كل يوم اثني عشر درهما: في بكرة النهار يقعد فيها شخص يبيع الغزل ويشتريه بأربعة دراهم ومن الظهر إلى العصر لخباز بأربعة دراهم ومن العصر إلى المغرب لشخص يبيع فيها الحمص والفول بأربعة دراهم.
قلت: هذا مما يدل على أن الجامع المذكور كان في وسط العمران.
وهذا الجامع على جبل يشكر كما ذكرناه وهو مكان مشهور بإجابة الدعاء وقيل: إن موسى عليه السلام ناجى ربه جل جلاله عليه بكلمات. ويشكر المنسوب إليه هذا الجبل هو ابن جزيلة! من لخم.
انتهى وأنفق ابن طولون على البيمارستان ستين ألف دينار وعلى حصن الجزيرة ثمانين ألف دينار وعلى الميدان خمسين ألف دينار وحمل إلى الخليفة المعتمد في مدة أربع سنين ألفي ألف دينار ومائتي ألف دينار.
عصر حكم الظاهر بيبرس على مصر
وفي يوم الأربعاء ثالث جمادى الآخرة سنة ستمائة وسبعين هجرية عدى الملك الظاهر إلى بر الجيزة فأخبر أن ببوصير السدر مغارة فيها مطلب (كنزاً) فجمع لها خلقًا فحفروا مدى بعيدًا فوجدوا قطاطًا ميتة وكلاب صيد وطيورًا وغير ذلك من الحيوانات ملفوفًا في عصائب وخرق فإذا حلت اللفائف ولاقى الهواء ما كان فيها صار هباء منثورًا وأقام الناس ينقلون من ذلك مدة ولم ينفد ما فيها فأمر الملك بغلقها مرة أخرى (2)
الإخشيد محمد بن طفج ينبش قبور فراعنة مصر ويجد قبرا أعظم من قبر توت عنخ آمون
قال المقريزى فى الخطط (1) : " قال المسعودى وقد كان جماعه من أهل المدافن والمطالب ( القبور) ومن قد أعتنى وأغرى بحفر الحفائر وطلب الكنائز وذخائر الملوك والأمم السالفة المستودعة يطن ألرض ببلاد مصر قد وقع إليهم كتاب ببعض أقلام الملوك السالفة فيه وصف موضع ببلاد مصر على أذرع يسيرة من بعض الأهرام بأن فيه مطلبا عجيباً فأخبروا الأخشيد محمد بن طفج بذلك فأمرهم بحفره وأباح لهم إستعمال الحيلة فى فتحه وأخراجه فحفروا حفراً عظيما إلى أن أنتهوا إلى أزج وأقباء وحجارة مجوفة فى صخرة منقور فيها تماثيل قائمة على أرجلها من الخشب قد طليى بالأطلية المانعة من سرعة البلاء وتفرق الأجزاء والصور مختلفة فيها صور شيوخ وشبان ونساء وأطفال أعينهم من أنواع الجواهر كالياقوت والزمرد والزبرجد والفبر وزج منها ما وجوهها من ذهب وفضة فكسر تلك بعض التماثيل فوجدوا فى أجوافها رمما بالية وأجساماً فانية وإلى جانب كل تمثال منها نوع من أنواع الأبنية كالبرابى وغيرها من المرمر والرخام وفيه من الطلى الذى قد طلى منه ذلك الميت الموضوع فى التماثيل الخشب والطلاء دواء مسحوق وأخلاط معمولة لا رائحة لها فجعل منه على النار شئ ففاح منه رائحة طيبة مختلفة لا تعرف فى نوع من أنواع الطيب وقد جعل كل تمثال من الخشب على صورة ما فيه من الناس على أختلاف سنهم ومقادير أعمارهم وتباين صورهم وبإزاء كل تمثال من الحجر المرمر أو من الرخام الأخضر على هيئة الصنم على حسب عبادتهم للتماثيل والصور عليها انواع من الكتابات لم يقف أحد على إستخراجها من أهل الملل (فهمها) وزعم قوم من أهل الدراية أن لذلك القلم منذ فقد من أرض مصر أربعة ألاف سنة .. وكان ذلك سنة 328 هـ
=======================================================================
المــــــــراجع
(1) كتاب الخطط للمقريزى - المسماة بالمواعظ والإعتبار يذكر الخطط والآثار يختص ذلك بأخبار أقليم مصر والنيل وذكر القاهرة وما يتعلق بها وبأقليمها تأليف سيدنا الشيخ الإمام علامة الأنام / تقى الدين أحمد بن على بن عبد القادر بن المحمد المعروف بالمقريزى - الجزء الثالث = مكتبة ألاداب 42 ميدان الأوبرا القاهرة الجزء الأول ص 65
****************************************************************************************
أبن طولون ينبش قبور الفراعنة سنة 245 - 270 ويستولى على كنوز مصر التى من حق أجيالها اللاحقة
ثم ركب أحمد بن طولون (1) إلى الصيد فلما سار في البرية آنخفست الأرض برجل فرس بعض أصحابه في قبر في وسط الرمل فوقف أحمد بن طولون عليه وكشفه فوجد مطلبا واسعا فأمر بحمله فحمل منه من المال ما قيمته ألف ألف دينار فبنى منه هذا الجامع والبئر بالقرافة الكبرى والبيمارستان بمصر ووجوه البر ثم دعا بآبن دشومة المقدم ذكره وقال: والله لولا أني أمنتك لصلبتك ثم بعد مدة صادره واستصفى أمواله وحبسه حتى مات.
وقيل: إن ابن طولون لما فرغ من بناء جامعه المذكور أمر حاشيته بسماع ما يقول الناس فيه من الأقوال والعيوب فقال رجل: محرابه صغير وقال آخر: ما فية عمود وقال آخر: ليست له ميضأة فبلغه ذلك فجمع الناس وقال: أما المحراب فإني رأيت النبيي! وقد خطه لي في منامي وأصبحت فرأيت النمل قد طافت بذلك المكان الفي خطه لي رسول الله وأما العمد فإني بنيت هذا الجامع من مال حلال وهو الكنز وما كنت لأشوبه بغيره وهنه العمد إما أن تكون في مسجد أو كنيسة فنزهته عنها وأما الميضأة فإني نظرت فوجدت ما يكون بها منا النجاسات فطهرته عنها وهأنا أبنيها خلفه وأمر ببنائها.
وقيل: إنه لما فرغ من بنائه رئى في منامه كأن نارًا نزلت من السماء فأخذت الجامع دون ماحوله من العمران فلما أصبح قص رؤياه فقيل له: أبشر بقبول الجامع المبارك لأن النار كانت في الزمن الماضي إذا قبل الله قربانا نزلت نار من السماء أخذته ودليله قصة قابيل وهابيل.
وكان حول الجامع العمران ملاصقة له حتى قيل: إن مسطبة كانت خلف الجامع وكانت ذراعا في ذراع لاغير فكانت أجرتها في كل يوم اثني عشر درهما: في بكرة النهار يقعد فيها شخص يبيع الغزل ويشتريه بأربعة دراهم ومن الظهر إلى العصر لخباز بأربعة دراهم ومن العصر إلى المغرب لشخص يبيع فيها الحمص والفول بأربعة دراهم.
قلت: هذا مما يدل على أن الجامع المذكور كان في وسط العمران.
وهذا الجامع على جبل يشكر كما ذكرناه وهو مكان مشهور بإجابة الدعاء وقيل: إن موسى عليه السلام ناجى ربه جل جلاله عليه بكلمات. ويشكر المنسوب إليه هذا الجبل هو ابن جزيلة! من لخم.
انتهى وأنفق ابن طولون على البيمارستان ستين ألف دينار وعلى حصن الجزيرة ثمانين ألف دينار وعلى الميدان خمسين ألف دينار وحمل إلى الخليفة المعتمد في مدة أربع سنين ألفي ألف دينار ومائتي ألف دينار.
عصر حكم الظاهر بيبرس على مصر
وفي يوم الأربعاء ثالث جمادى الآخرة سنة ستمائة وسبعين هجرية عدى الملك الظاهر إلى بر الجيزة فأخبر أن ببوصير السدر مغارة فيها مطلب (كنزاً) فجمع لها خلقًا فحفروا مدى بعيدًا فوجدوا قطاطًا ميتة وكلاب صيد وطيورًا وغير ذلك من الحيوانات ملفوفًا في عصائب وخرق فإذا حلت اللفائف ولاقى الهواء ما كان فيها صار هباء منثورًا وأقام الناس ينقلون من ذلك مدة ولم ينفد ما فيها فأمر الملك بغلقها مرة أخرى (2)
[color=#003399][bcolor]
عدل سابقا من قبل merooo في السبت أكتوبر 09, 2010 5:05 am عدل 1 مرات