رعشة على اهداب القمر
قال نزار : الكتابة عمل انقلابي , وأقول ان الكتابة عذاب ممزوج بالمتعة , أو متعة يغسلها العذاب .. توهج على وهج ضحكات الفتيلة وهي تحترق .. قهقة على حزن المساء , وقد لبس الليل سواده , وتراقصت نجومه على هاماته الزرقاء ..ولم تجد من يصفق لها غير فتافيت الأجرام المشتعلة احتراقا بعد تصادمها بسبب جنون سرعتها على دروب المجرة ..
ويبقى القمر وحيدا , كما هي عادته .. يجرح بلحظيه الغادين وراء الأفق , ويأسر القلوب المسافرة الى المجهول فيفتك بمن يريد , ومن لا يريد .
لو عرف (جاجارين)سر تألقه في اربداد الظلام لعزف عن مشروع ريادة الفضاء , وتخلى قسرا عن وسام (لينين ) قبل ساعة الصفر التي انطلقت بأول سفينة للفضاء الحر .
ولو أدرك (ارمسترنج) ما يخبئه القمر لبصق في وجه (ناسا) وجعلها تدمر كل خططها المستقبلية في الصعود إليه , ليبقى للبشرية وجهه نديا مشرقا , يفتن العشاق , المترفين بشفافية الكلمة , ورقة النغمة الحالمة لتسكن خده المشرق قبل أن تطأه أقدام الغزاة المثخنة بدماء الدوالي ..ويستمر ابن النبيه في غنائه العذب ,يقول :
أمانا أيــها القمر المطـل=
فمن جفنيك أسياف تســل
أيا ملك القلوب فتكت فيها =
وفتكك في الرعية لا يحـل
** نبض الفاصلة :
كثيرون هم الذين أدركتهم حرف الكتابة ..
ولكن القليل منهم من أدركته حرفة الأدب .
** جديلة فـل :
أواه يازمان ..
ماذا فعلت في شباب جدتي
وجدي العجوز .. ورحلة الأمان..
أواه يازمان ..
قتلت كل ما مضى ..
أحرقت كل زهرة تعطر المكان ..
من كتابي ( صهيل الذاكرة )
ـ مقالات وجدانية ـ