عندما نظرت إلى هذه الصور لأول مرة...
صدقا ..لا أعرف ماهية تلك الأحاسيس التي تملكتني للحضات من الزمن
جملة من الأحاسيس..اجتمعت داخلي جعلت من النفس منقبضة ..و من الروح ثائرة ..و من القلب متألم
أتراه إحساس فرح..حزن..ألم..ضف..خيبة..أمل..؟؟؟
نعم..في لحظة قصيرة من الزمن ...أحسست بكل ذلك داخلي
سبحان الله..كيف لقلب صغير..مضغة صغيرة...أن تجمع كل تلك المشاعر في آن واحد
حينما رأيت تلك الصور....
أحسست للوهلة الأولى..بالحزن أولا لمرأى ذاك الصبي الصغير في جسده ..
و الذي يحمل قلب الرجال ..كيف يتصدى واثقا لجبروت ظالم يتربص بحياته..
أحسست معها..بفرحة ذاك الرجل الصغير..حين رفع صوته عاليا في وجه عدوه..معلنا أمامه كافة أنواع التحدي
أحسست معها..بألم يتغلغل بتزايد في صدري حتى كاد يخنف أنفاسي ..
تلك الصور ..و أخواتها ..تكثر يوما بيوم..و نحن أصبحنا لا حياة لمن تنادي
أجل..نادوننا ذاك الصغار..قالوا لنا أغيثونا ..أنصرونا..ساعدونا
و لكن..أتراها ماتت الرحمة في قلوبنا؟؟
أتراه...انقلبت الهمة و العزة و الشرف داخلنا ..إلى شيء آخر
الدم في عروقنا..أيستحيل ماءا............و تلك هي خيبة أملهم فينا
أحسست ...بالأمل يشرق من عيني الرجل الصغير ..
ذاك الرجل الذي تربى..و في يديه حجارة و في قلبه طموحا بالشهادة
هاهنا..أحسست إحساسا لم يغادرني لوقت من الزمن ..
أين نحن..أين هم الرجال..حينما تصدى ذاك الفتى الصغير للضالم بنفسه ؟؟
هو مجرد تساؤل..و لا أنتظر الإجابة عليه ..بقدر ما أنتظر النصر لذاك الرجل الصغير
فالرجال هنا..أصبحت أكبر أحلامهم لا ترضي غرور ذاك الرجل الصغير
هم هنا ..لييهم لعب و لهو..و نهار نوم و راحة
و لكن هل هم مرتاحو الضمير ؟؟؟
هل يحسون سعادة ذاك القلب الصغير حينما يضع رأسه على وسادة ملطخة بالدماااء؟؟
يا صغيري....عذرا..و التمس لنا آلاف الأعذار
فتلك أصبحت أكبر أمانينا ..الحياة و الدنيا الفانية
لا أدري ..أنستحق نحن أن نجتمع في أمة واحدة شعارها واحد و دينها واحد و همها واحد؟؟
يا أبنـاء غـزه عذرآ..
يا أبناء غـزه علمووا الرجال كيف يكونوا رجالا....