مفكرة الاسلام: أماطت وثائق ويكيلكس اللثام عن أن كينيا نظمت عملية تهريب لعدة شحنات من الدبابات ت 72 الأوكرانية الصنع إلى قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان الجنوبي؛ استعدادًا لأي طارئ قد يفسد على الجنوبيين استعدادهم للانفصال الذي من المنتظر تنظيمه في يناير المقبل.
وجاء في برقية سرية كشفت عنها جريدة لوموند الفرنسية وكانت قد أرسلت السفارة الأمريكية في العاصمة الكينية نيروبي للخارجية الأمريكية، أن شحنات عديدة من أرتال الدبابات وقع تهريبها إلى جنوب السودان بتنظيم مسبق، وموافقة من السلطات الكينية، وبتنسيق مع الجيش الشعبي لتحرير السودان.
وقال دبلوماسي أمريكي في نيروبي في سبتمبر 2008 تعليقًا على خبر "خطف الصوماليين لسفينة كينية في خليج عدن"، إن هذه السفينة لم تكن عادية؛ مشيرًا إلى أنها كانت تحمل على متنها ذخائر وأسلحة وعدة دبابات ت 72 أوكرانية الصنع، كانت متجهة إلى ميناء موباسا في كينيا، ومنها ستسلم إلى الجيش الشعبي لتحرير السودان".
مفاوضة كينيا للقراصنة الصوماليين
وبحسب البرقية فإن السلطات الكينية تفاوضت مع القراصنة الصوماليين وسلمتهم مبلغ 3.2 ملايين دولار حتى تتمكن السفينة من مواصلة خط سيرها إلى ميناء موباسا، وذلك خوفًا من أن تتجه شحنة الأسلحة إلى عرض السواحل الصومالية، وتحسبًا من أن يتم تسليمها إلى الفرقاء المتناحرين في الصومال.
وفي برقية أخرى قال دبلوماسي أمريكي: "عقد اجتماع بين ضابط أمريكي ومسئولين أمنيين كينيين في نيروبي، عمل فيه الكينيون على إقناع المسئول الأمريكي بضرورة إيصال الشحنة إلى الجنوبيين الذين يريدونها في أقرب وقت، وإن رئيس حكومة جنوب السودان غاضب بشأن هذا التعطيل".
وبحسب ما نقله موقع "أون إسلام" فقد أضاف الدبلوماسي: "الرئيس الكيني شخصيًا تدخل من أجل فك التعطيل على تسليم شحنة الأسلحة إلى الجنوبيين، وفي نهاية الأمر وصلت شحنة الأسلحة، ورتل دبابات ت 72 إلى الجيش الشعبي لتحرير السودان".